القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب الآجرومية
96771 مشاهدة
الرفع وعلاماته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمنا الله تعالى وإياه-
باب معرفة علامات الإعراب.
للرفع أربع علامات: الضمة والواو والألف والنون.
فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.
وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين: في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الخمسة وهي: أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال.
وأما الألف فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة.
وأما النون فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد لما ذكر الإعراب وأنه تغيير أواخر الكلم، ذكر علاماته. لما ذكر أن أقسامه أربعة رفع ونصب وخفض وجزم.
فبدأ بعلامات الرفع والعلامة هي التي يقال مرفوع وعلامة رفعه كذا؛ للرفع أربع علامات الضمة والواو والألف والنون؛ قدم الضمة لأنها الأصل، وثنى بالواو لأنها تنشأ عن الضمة إذا أشبعت وثلث بالألف لأنها أخت الواو في المد واللين وختم بالنون لبعد مشابهتها هكذا ذكر الشراح.
بدأ بالضمة لأنها حركة في آخر الاسم أو في آخر الفعل وهي الأصل في الرفع؛ فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.
الاسم المفرد: هو الاسم الفرد الذي يدل على فرد واحد سواء كان علما نحو: زيد، بكر، خالد، أو معرفا نحو: الرجل المسجد البيت الأرض أليست هذه كلها مرفوعة مرفوعة بالضمة علامة رفعه الضمة الظاهرة، فإذا قلت مثلا: قرأ القارئ، القارئ اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لأنه فاعل، وإذا قلت مثلا: دخل الرجل، الرجل فاعل مرفوع ما علامة رفعه؟ الضمة الظاهرة في آخره لأنه اسم مفرد هذه الضمة في الاسم المفرد.
وأما جمع التكسير فهو الذي ليس بمفرد يدل على جمع ويسمى جمع تكسير لأن حروف المفرد تغيرت، علامته أو تعريفه أنه ما تغير فيه بناء مفرده، المفرد الاسم الفرد فإذا تغير بناء المفرد أي تكسرت حروفه بزيادة أو بنقص أو بشكل سمي جمع تكسير؛ فإذا قلت مثلا: قرأ الرجال الرجال جمع تكسير لأن مفرده رجل، رجل الراء مفتوحة والجيم مضمومة، وأما رجال فتغيرت: كسرت الراء في رِجَال وفتحت الجيم وزيد بألف فصار رجال جمع تكسير.
وقد يكون بنقص مثل كتاب مفرد، إذا قلت مثلا: هذا الكتاب؛ الكتاب مرفوع علامة رفعه ضمة ظاهرة لأنه مفرد، فإذا قلت: هذه الكتب؛ الكتب جمع تكسير لأن حروف مفرده تغيرت كتاب الكاف مكسورة والتاء مفتوحة وفيها ألف، ولما جمعت ضممت الكاف والتاء وحذفت الألف فقلت كتب فهي جمع تكسير، فهو يرفع بالضمة الظاهرة.
وقد يكون التغير بالشكل لا زيادة ولا نقصان نحو أسد وأسد، الأسد مفرد والأسد جمع تكسير، فهو يرفع بالضمة. وقد ذكروا أيضا أن هناك جمع لا يحصل فيه تغيير يعني كلمة تطلق على المفرد والجمع مثل الفلك، الفلك هو السفينة الواحدة والجمع يسمى فلكا في قوله تعالى: وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ وتطلق على الواحدة في قوله تعالى: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فيطلق على المفرد فلك ويطلق على الجمع فلك فهو مرفوع. إذا قلت مثلا يسير الفلك في البحر الفلك سواء كان مفردا أو جمعا فهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
وأما جمع المؤنث السالم فيعرفونه: بأنه ما جمع بألف وتاء مزيدتين إذا كان المفرد ليس فيه تاء أصلية فزيد فيه بألف وتاء وهو من جمع المؤنث أصبح جمع مؤنث سالم، وسمي سالما لأن حروفه سالمة لم تتغير، فمثلا قد يكون مفرده فيه هاء التأنيث نحو سلمة إذا كان ثم أنث فيقال سلمات وشجرة ثم أنث فيقال شجرات، وتمرة فيقال تمرات جمع مؤنث، وبقلة وبقلات هذا فيه تاء يعني مجموع بألف وتاء زائدتين حذفت هاء التأنيث وهي التي في تمرة، وزيد فيه ألف وتاء تمرات ثمرة ثمرات.
وكذلك إذا قيل عمامة وعمامات أو زوجة وزوجات هذا يرفع بالضمة الظاهرة فيقال مثلا: هذه السماوات مجموع بألف وتاء مزيدتين وهذه الفلوات مرفوع بضمة ظاهرة وهذه التمرات وهذه البَقَلات مرفوع بضمة ظاهرة إن هذا إذا كان في مفرده هاء التأنيث، وقد لا يكون في مفرده هاء يعني التأنيث قد يكون باللفظ وقد يكون بالمعنى؛ فمثلا زينب قد يقال إنه اسم مذكر مثل وزن جعفر، جعفر اسم مذكر على وزن زينب ولكن غلب استعمالها في اسم المؤنث فإذا جمعت جمع سالم فإنه يزاد فيها ألف وتاء فيقال جاءت الزينبات هذا جمع المؤنث.
وأما جمع التكسير فيقال الزيانب، وهند قد يقال أيضا إنه مذكر كما يسمى به القطر المعروف الهند ولكن يطلق على مؤنث فإذا جمع جمع مؤنث سالم زيد فيه ألف وتاء، فيقال: هندات، الهندات مرفوع جاءت الهندات وجاءت الزينبات مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره هذا مرفوع بالضمة الظاهرة.
وأما الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء نحو يقوم يقعد يقرأ يحفظ يدخل يخرج مرفوعة كلها بالضمة الظاهرة. فإذا كان آخره معتلا فإن الضمة تكون مقدرة، إذا قلت مثلا: يصلي يزكي أو يدعو يرجو أو يقضي يرمي فمثل هذا معتل. وكذلك إذا اتصل به ضمير مؤنثة يضربن مثلا أو يضربون اتصل به ضمير مذكر يضربان، أو اتصلت به نون التوكيد، نحو: لَيُسْجَنَنَّ لَنَسْفَعًا فهذا الأصل أنه مرفوع ولكن لأجل ما اتصل به لم تظهر الضمة؛ ولذلك اشترط الماتن أن لا يتصل بآخره شيء والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء هذه الأربعة الأولى التي هي ما تظهر فيها الضمة.